لعب اللون دورا أساسيا في إيصال أهداف الشعار، ولعل من أقوى ما يمكن أن يمتلكه أي مصمم هو قدرته على تصميم الشعارات وإيصال إشارات مقتضبة ذات مدلولات عميقة إلى ذهن المتلقي في صيغة رسائل معقدة. يجب أن يكون الشعار كذلك ممكن الاستيعاب جميل الرسم مرتبا، وأن يكون مشبعا بالألوان ذات التأثير على المتلقين.
اللون هو مسألة ذاتية بكل المقاييس؛ فما يعجب فلانا من الناس قد لا يحرك ساكنا لدى شخص آخر! كم مرة مثلا طلب منك أن تستخدم اللون المفضل لدى المدير عند تصميمك لشعار تلك الجهة؟ بل كم رأيت من مصمم يختار ألوان الشعار وفق "الموضة" السائدة أو وفق هواه وما يحب من ألوان؟
قد لا يوجد سبيل لتوقع أو حتى لاستيعاب الأذواق غير المنطقية، لكن ولحسن الحظ هنالك بعض الألوان والتكوينات التي أوجدت لتمثل دلالات لأشياء معينة. إن معرفتك وفهمك لهذه الأشياء ذات الدلالة تمكنك بإذن الله من الاختيار الصحيح والمؤثر لألوان الشعار المطلوب منك عمله، كما أن انتباهك للاعتبارين التاليين يسهل عليك تلك المهمة:
1- احذر عواقب اللون الأحادي.
غالبا ما يكون الشرط الأول والرئيسي أن يكون الشعار قابلا للطباعة على لون واحد وهو الأسود كما هو معلوم (رغم أن هذا بدأ يقل تدريجيا)، وهذا مبني على فرضيات تجارية بعيدة عن نظريات اللون، مدار بحثنا هنا. من المهم تصور ما سيكون عليه الشعار حين يدخل آلة التصوير أو الفاكس، أو أن يعرض ضمن صحيفة أو يطبع على قميص (تي شيرت)، لكن مع هذا فتطبيقات اللون الواحد آخذة في التضاؤل؛ فالمجتمع أصبح يعتمد أكثر فأكثر على الوثائق غير الورقية، والطابعات الملونة أصبحت في كل ركن تقريبا. إذا كنت لا تزال في حاجة لوضع شعارك الملون ضمن سياق أحادي اللون، كن مستعدا لتعديل قيم بعض الألوان حتى تكون ملائمة عند تحويلها إلى لون واحد.
2- فكّر في مدلولات الألوان التي اخترتها.
من المهم أيضا التفكير في مدلولات الألوان واعتبار ألوان الشعار أدوات فعالة ذات دلالات عميقة؛ فاللون مخزن كبير للمشاعر والانطباعات النفسية. ليس من قبيل المصادفة أن يكون اللونان الأصفر والأحمر هما السائدان في إعلانات مطاعم الوجبات السريعة، أو أن يكون الأزرق لونا شائعا في إعلانات الرعاية الصحية. لقد تم التفكير مليا في تأثيرات مثل هذه الألوان على الخيال الإنساني، وعندما نفهم الانطباعات النفسية التي يمكن أن يعززها اللون، عندها يمكن أن يكون الشعار سفيرا مؤثرا لطبيعة الجهة التي يمثلها.
أحيانا قد يكون اختيار ألوان الشعار أمرا واضحا، كأن يكون موضوع الشعار مرادفا لأحد الألوان (اللون الأزرق مع الماء أو البحر)، لكنه في بعض الأحيان قد يصبح تحديا كبيرا. إن فهمك للعلاقات النظرية بين الألوان وقدرتها على إحداث انطباعات معينة سيجعلان منك بإذن الله قادرا على إبداع شعارات توظف الألوان بشكل فاعل.
المصدر: - جزيرة الفنون - التناسق في ألوان الشعارات
Bookmarks